الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة لأول مرة في ساحة القصبة: حفل موسيقي ضخم لأول بإمضاء "الزيارة"

نشر في  22 جوان 2017  (12:22)

هي ساحة القصبة كما لم ترها من قبل، "اتجمعوا العشاق" فيها قادمين من أحياءها المجاورة ومن كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم بذكر الله ومدح رسوله الكريم.

20 ألف أو يزيدون بحسب تقديرات أمنية، سدّوا منافذ الساحة من أجل أن يتمتعوا بالعرض الصوفي الفريد "الزيارة" لسامي اللجمي في عرضها رقم 130 تقريبا، عرض مختلف شكلا ومضمونا عما قدّم من قبل، يكدح فيه صاحبه كدحا ليلاقي جمهوره بأفضل ما لديه.

وقد نجحت الشركة المنتجة مع إذاعة "IFM" التي تحتفل كل عام باليوم العالمي للموسيقى، في "تغيير صبغة" المكان ولو لزمن قليل بعد أن كان فقط مركزا للسيادة والسياسة وفضاء للاحتجاجات والاعتصامات على امتداد السنوات الفارطة،  هو اليوم فضاء كبير للموسيقى والحلم وبصفة مجانية.

يستمد العرض أنفاسه الروحانية وقبساته الصوفية من عادات المريدين في زياراتهم لأولياء الله الصالحين، وما يصاحب ذلك من ذكر لله ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وغيرها من عادات التونسيين التي تعود لقرون، معتمدا في ذلك على الموروث الموسيقي للطريقة العيساوية نسبة لسيدي محمد بن عيسى والمعروف باسم والي مكناس والشيخ الكامل، والطريقة العامرية لصاحبها ومؤسسها سيدي عامر المزوغي القرشي.

 كما تعود "الزيارة" لأصول الطّرق لتعتمد على الشّاذلية (الطريقة الأم للعيساوية والعوامرية) لتفتح بذلك فضاء أرحب يتّسع لجميع أقطاب تونس كالسيدة المنوبية وسيدي أبو علي النفطي السنّي وأم الزين الجمالية وغيرهم من أعلام التصوّف التونسي.

يحاول اللجمي استغلال كل الفضاء المتاح ليقدم إضافة إلى الأناشيد، لوحات راقصة وكوريغرافيا جسدت حلقات الذكر واجتماع المريدين حول شيخهم، ليضيفوا رونقا على العرض الذي شدّ الجماهير ولا يزال في كل العروض التي تم تقديمها في مختلف الجهات، خاصة وأنها تعود هذه السنة بتوزيع موسيقي مغاير لمجموعة من الأعمال بالإضافة إلى الأزياء الجديدة التي مثلت أحد نقاط قوة هذا العمل.

عرض الزيارة بالقصبة والذي تواصل لساعات الليل المتأخرة عرف نجاحا تنظيميا كبيرا، حيث لم تتخلله أية مشاكل ولم يشهد أيّ إخلال، أمر يحسب أولا للجمهور المتحضّر ولقوى الأمن والهلال الأحمر التونسي وكافة المتدخلين الذين ساهموا في إنجاحه، خاصة وأنه يعتبر تحديا أقدمت عليه ولاية تونس التي منحت التراخيص وتعاونت مع المنظمين.